أنا متأكد من أنك عايشت حدوث تغييرات في بشرتك مع فصول السنة المختلفة. هل تعلم أن البشرة بالفعل تخضع لتغييرات مع تغير فصول السنة؟
يوفر الجلد كونه أكبر عضو في الجسم الحماية اللازمة لنا من البيئة المحيطة بنا، بما في ذلك التغيرات في فصول السنة. مع هذا التغييرات، يجب ضبط رويتننا اليومي للعناية بالبشرة للحفاظ على بشرة صحية. بعض الأمراض الجلدية المزمنة كالأكزيما، والصدفية، وحب الشباب، والكلف والعد الوردي كلها تُظهر تقلبات موسمية.
بنية جلدنا ووظيفته
يتكون الجلد من طبقتان رئيسيتان؛ البشرة (epidermis) والأدمة (dermis) حيث تمثل الأولى الطبقة العليا التي تتكون من خلايا طلائية. تعمل البشرة كحاجز لمواجهة البيئة الخارجية. فهي تحمي الجسم من البكتيريا والسموم والماء فضلا عن عملها كحاجز ضد الأشعة فوق البنفسجية والمواد المثيرة للحساسية.
الأدمة عبارة عن طبقة سميكة مكونة من النسيج الضام وبصيلات الشعر والغدد العرقية والأوعية الدموية. تتكون الأدمة في الغالب من الكولاجين والإيلاستين وبالتالي يعطوا الجلد المرونة والقوة. يوجد أسفل الأدمة النسيج تحت الجلد subcutaneous tissue)) الذي يتكون بالأساس من الأنسجة
الدهنية والنسيج الضام.
التغييرات الموسمية
وظيفة الجلد كحاجز الضبط بين الصيف والشتاء. وبشكل أكثر تحديدًا، تحدث التغييرات في عوامل الترطيب الطبيعية (natural moisturising factors, NMF) وفي فيلجرين بروتين “protein filaggrin”، الذين يحافظون على وظيفة الجلد كحاجز.
كيف يمكننا ضبط روتين بشرتنا وفقًا للتغيرات الموسمية المختلفة، وبالتالي نحافظ على صحة البشرة؟
الصيف، والطقس الدافئ
إن أحد أكثر الأمور التي تسترعي الاهتمام في فصل الصيف هي الأشعة فوق البنفسجية- على الرغم من أنه يجب التعامل معها بحذر- إلا أنها تفيد في إنتاج فيتامين (د). فيتامين (د) مهم جدًا للبشرة وكذلك للجسم. له دور في تمايز الخلايا، وفي وظيفة المناعة الجلدية، ووظيفة الغدد الدهنية (الزهمية) وبصيلات الشعر.
إذا كنت تعيش في بلد فيها أشعة الشمس محدودة وطقس دافئ، فهناك إمكانية لتناول فيتامين (د) كمكمل غذائي. هناك توصية لتعريض أطرافك لأشعة الشمس لمدة 20-30 دقيقة، ولكن بحذر شديد حيث يجب دائمًا أخذ خطر الإصابة بسرطان الجلد بعين الاعتبار.
درجات الحرارة العالية
تؤدي درجات الحرارة المرتفعة خلال أشهر الصيف الغدد الدهنية لإفراز كميات أكبر من المادة الدهنية (مادة الزهم)، والتي تختلط مع العرق. هذا ما يعطي بشرتك المظهر المتعرق. هذا يمكن أن يجعل حب الشباب أسوأ، وبوجود الرطوبة تزيد الالتهابات الفطرية مثل القوباء وسعفة القدم أو القدم الرياضي.
الشتاء، والطقس البارد
خلال الأشهر الباردة، يمكن للتقلبات الشديدة في درجة الحرارة نتيجة الانتقال من الجو البارد في الخارج إلى المنازل ذات التدفئة أن تؤثر على الشعيرات الدموية؛ مما يؤدي إلى انبساطها وانقباضها بمعدل غير طبيعي.
خلال فصل الشتاء، يمكن أن تتأثر وظيفة الجلد كحاجز، مما يجعله يبدو جافًا ومحمرًا. العلاج في الأشهر الباردة يتمحور حول الترطيب الذي يساعد بجانب الرطوبة الطبيعية. من غير المرجح أن تواجه البشرة المعتني بها بطريقة توائم الجو البارد والبشرة المرطبة أي مضاعفات في فصل الشتاء.
العوامل الرئيسية التي تؤثر على البشرة خلال فصول السنة المختلفة هي درجة الحرارة والأشعة فوق البنفسجية والرطوبة. للحفاظ على صحة بشرتك، ضع فيتامين (د) بعين الاعتبار ولكن من فضلك لا تنس واقي الشمس إذا كنت تعرض نفسك لأشعة الشمس. السلامة هي الأولوية الأولى!