النوم والشيخوخة

هل سبق لك أن تساءلت عما إذا كان نمط نومك يمكن أن يؤثر على شيخوخة بشرتك؟

يرتبط الحرمان من النوم بمجموعة من المضاعفات لجسمك بسبب ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب وحتى السرطان. ومع ذلك، يميل الكثير من الناس إلى التغاضي عن أكبر عضو في الجسم عندما يتعلق الأمر بالحرمان من النوم – ألا وهو الجلد.

من النادر عند التفكير باستخدام المنتجات المضادة للشيخوخة أن نمعن النظر بطريقة نومنا. يمكن القول إن إدخال العديد من الكريمات والسيروم جعلنا نغفل عن أهمية الحفاظ على جسم صحي وحيوي. تقريبًا، نشعر أننا نستطيع التغلب على هذه الآثار باستخدام الكريمات الموضعية. ومع ذلك، هذه ليست طريقة عملية للاهتمام بصحة البشرة، كما أنها ليست طريقة فعالة.

النوم أمر حيوي لتجديد ونمو الجسم؛ نمط الساعة البيولوجية هو من يتحكم به. يتم تشغيل هذا النمط والتحكم فيه مباشرة بواسطة “الساعة الرئيسية”، الموجودة في النواة فوق التصالبة (suprachiasmatic nucleus) في المخ.

يمر الجلد بدورات تشكيل خلايا جديد – والتي بغض النظر عن العوامل الخارجية- لا يزال يعتبر بمثابة حاجز فيزيائي لجسمنا. لقد أصبح من الواضح بشكل متزايد مدى أهمية النوم لصحة بشرتنا. للسماح للجلد بأداء دوره، فإنه يحتاج إلى قدر كاف من النوم.

كيف يؤثر قلة النوم على البشرة؟

النوم الجيد هو الذي يتم بانتظام ويساعد على تنظيم مستويات الهرمونات وعملية التمثيل الغذائي. عندما يحدث خلل في نمط نومك تتأثر عملية التمثيل الغذائي ويشعر جسمك بالإجهاد.

الهرمونات الرئيسية الثلاثة التي تتأثر بقلة النوم هي الكورتيزون، والأنسولين، والميلاتونين. بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت قلة النوم بحدوث الالتهابات، والإجهاد التأكسدي وخلل في الحمض النووي (DNA).

تساهم تلك الآثار السلبية، ونتيجة لذلك، في ظهور علامات الشيخوخة مثل التصبغ والتجاعيد.

وجدت مجلة علم الجمال بعد إجراء الدراسات أن الإفراط في إنتاج الكورتيزون الناجم عن قلة النوم يحدث تغيرًا في الجلد، وعلى وجه التحديد في الأجسام الصفائحية (lamellar bodies” وجزيئات الكولاجين.

الأنسولين والحرمان من النوم

الحرمان من النوم سوف يؤثر أيضًا على مستويات الأنسولين لديك؛ في الواقع هو يعمل على رفعها. تأثير ذلك يضعف من نمو الخلايا الليفية والكيراتينية، وهي الخلايا الموجودة في طبقات الجلد المختلفة. وهذا يمكن أن يمنع مزيدًا من الخلايا الجديدة من التجدد، مما يؤثر سلبًا على الجلد في نهاية المطاف.

الميلاتونين والحرمان من النوم

الميلاتونين ضروري للبشرة، خاصة إذا كنت تحرص على امتلاك بشرة صحية ونضرة. فهو يساعد على نمو وتصبغ الشعر والنشاط المضاد للأكسدة. كما أنه ضروري للحماية من الأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية. عندما تكون مستويات الميلاتونين غير منتظمة نتيجة عدم النوم، فإن بشرتك ستتأثر بذلك.

أين الدليل على كل هذا؟

إنه لشيء عظيم أن نقول لكم هذا، ولكن أين هو الدليل؟ فقد تضمنت دراسة أجراها أكسلسون (Axelsson) وآخرون تضمنت 23 صورة فوتوغرافية، وكان جميع المشاركين الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و31 عاماً. وقد التقطت لهم صور بعد نوم ثماني ساعات بشكل منتظم، وأيضًا بعد الحرمان من النوم (31 ساعة من اليقظة).

ثم شاهد المراقبون المحايدون الصور. وكانت النتائج رائعة. وأظهرت أن أولئك الذين يعانون من أنماط نوم مضطربة ظهروا بحالة صحية وجاذبية أقل. حتى أنها أظهرت أن هناك تغييرات في لون الجلد الفعلي. وهذا يعزي إلى عدة أسباب؛ المزيد من التجاعيد والهالات السوداء والعيون المنتفخة.

كذلك، وجدت دراسة أن الحصول على نوم أفضل وجيد، يساعد في التعافي بشكل أفضل من أضرار الأشعة فوق البنفسجية ويمنحك مظهرًا أجمل بشكل عام. أيضًا، يشمل ذلك مزيدًا من التصور الإيجابي للذات. من الواضح مدى أهمية النوم عندما يتعلق الأمر بالصحة العامة والجيدة، ولكن أيضا مهم لصحة البشرة.

لتلخيص ذلك، يمكن لنمط منتظم من النوم الجيد حماية الجلد من الشيخوخة المبكرة ويساعد أيضًا على الحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يساعد أيضًا في الحفاظ على وظيفة مثالية لجهاز المناعة.

في الختام، يمكن أن يكون للاضطراب في ساعة الجسم البيولوجية آثار صحية سلبية، فضلًا على أنه يجعلك تبدو أكثر تعباً. ومع ذلك نحن ندرك جيدًا أنه قد يكون من الصعب الحصول على النوم الكافي كل ليلة. نأمل أن تكون هذه التدوينة قد أطلعتكم أكثر على هذا الموضوع وخلقت لديكم الوعي. لا أدري بالنسبة لكم ولكن بالنسبة لي أشعر فجأة أنني بحاجة إلى أخذ قيلولة.